أكبر من كل الكلمات
سيدتي ! عندي في الدفتر
ترقص آلاف الكلماتِ
واحدة .. في ثوب أصفر
واحدة في ثوب أحمر
يحرق أطراف الصفحاتِ
أنا لست وحيدًا في الدنيا
عائلتي .. حزمة أبياتِ
أنا شاعر حب جوال
تعرفه كل الشرفاتِ
تعرفه كل الحلواتِ
عندي للحب تعابير
ما مرت في بال دواةِ
الشمس فتحْتُ نوافذها
وتركتُ هنالك مرساتي
وقطعتُ بحارًا .. وبحارًا
أنبش أعماق الموجاتِ
أبحث في جوف الصدفاتِ
عن حرف كالقمر الأخضر
أهديه لعينيّ مولاتي
سيدتي ! في هذا الدفتر
تجدين ألوف الكلماتِ
الأبيض منها .. والأحمر
الأزرق منها .. والأصفر
لكنكِ يا قمري الأخضر
أحلى من كل الكلماتِ
أكبر من كل الكلماتِ
نزار قباني
إلي اكتبي
إلي أكتبي ما شئت .. إني أحبه
وأتلوه شعراً .. ذلك الأدب الحلوَ
وتمتص أهدابي انحناءات ريشة
نسائية الرعشات .. ناعمة النجوى
عليا أقصصي أنباء نفسك .. وابعثي
بشكواك .. من مثلي .. يشاركك الشكوى ؟
لتفرحني تلك الوريقات حُبرت
كما تفرح الطفل الألاعيب والحلوى
وما كان ياتي الصبر .. لولا صحائفٌ
تسلم لي سراً .. فتلهمني السلوى
احن إلى الخط المليس .. ورقعةٍ
تطاير كالنجمات أحرفها النشوى
أحسك ما بين السطور .. ضحوكةٌ
تحدثني عيناك في رقةٍ قصوى
تغلغلت في بال الحروف مشاتلاً
وصتا حريريُ الصدى .. وداعاً .. حلوا
رسائلك الخضراء .. تحيا بمكتبي
مساكب وردٍ تنشر الخير والصحوا
زرعت جواريري شذاً وبراعماً
وأجريت في أخشابها الماء والسروا
إليا أكتبي .. إما وُجدت وحيدةً
تدغدك الأحلام في ذلك المأوى
ومرت على لين الوسادة صورتي
تخضبها دمعا .. وتغرقها شجوا
وما بك ترتابين ؟ .. هل من غضاضة
إذا كتبت أخت الهوى للتي تهوى؟
ثقي بالشذا .. يجري بشعرك أنهراً
رسائلك النعماء في أضلعي تُطوى
فلست أنا من يستغل صبيةً
ليجعلها في الناس .. أقصوصةً تُروى
فمازال عندي – برغم سوابقي-
بقيةُ الأخلاق .. وشيءٌ من التقوى
نزار قباني
أبكي الوفاء غداة أبكيكا
أبكـي الوفـاء غــداة أبكيـكـا أبكي المـروءة والنـدى فيكـا
ما طال بي أجلي سيوحشني أنـس المعـاهـد بـعـد ناديـكـا
ليـث الثـرى أتبيـت مـن ألـم تشكو ومجدك ليـس يشكيكـا
غوث اللهيف ألا تجـار وقـد غل الضنى من بـأس أيديكـا
لـو أن شـكـر البائسـيـن لــه فعـل الــدواء لـكـان يشفيـكـا
أو أن للشـرف الرفـيـع يــدا عنـد القضـاء لـكـان يفديـكـا
بمحـمـد يبـقـى الـسـلـو لـنــا وتـعـيـش خـالــدة معـالـيـكـا
الـحـازم المـرمـوق مـنـزلـه فـي القـوم يسبقهـم ويقفـوكـا
يا نائحا في الليـل حسبـك أن رضـي الوفـاء ورق عاديكـا
شمس الضحى حالت أشعتها لـمـا تــراءت فــي مراثيـكـا
تـرك القريـن الـحـر منـزلـه والعهـد بـاق ليـس متـروكـا
ولــو أن رب الخـلـد يـأذنــه عـاف الملائـك راغبـا فيـكـا
جبران خليل جبران
أدباء مبدعون
لا.. لَمْ يكُنْ لُعْبـَهْ
ولَمْ يكنْ كِذْبَـهْ
ولم يكنْ خُلاصـةً لِلخـوف
والرّهبَـهْ
نِسبةُ تأييـدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخـلاصِ والرَّغبـَهْ.
الشّعـبُ كُلـُّهُ انحنـى
بينَ يَدَيـكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّـى أنا
وكُلُّ مَن حَـوْلـي هُنا
في غُربِـة الغُربـَهْ.
وَكُـلُّ مَن في رَحـمِ الأُمّ انثـنى
وكُلُّ مَن توسَّـدَ التُّربَـهْ.
مَـلأتَ قلبَ الشّـعبِ بالحُـبِّ
فلا غَــرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعـبُ
مِن فـَرْطِ الهـوى.. قَلبَـهْ.
أوطـافَ مِن حَوْلكَ مَحمـومَ الخُـطى
أكثَر ممّا طِيـفَ بالكعبَهْ !
يا مائـةً في مائـةٍ
يا غاطِساً في بركَـةِ الحُـبِّ إلى
الرُّكْبَـهْ
شعُبـكَ أعَطـاكَ الذّي
لَمْ يُعْطـهِ رَبَّـهْ !
ها أنتَ مِنهُ آمِـن
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَـنْ
>فاصعَـدْ إلى الشّعـبِ إذْ
مُرتَدياً حُبَّـهْ.
ولاتَضَـعْ بينكُما حِراسَـةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسـكَ (النِّسْبـهْ.
أو دَعْـهُ يَتبَعْكَ إلى
سابـع أرضٍ
عَلَّـهُ.. يَنجـو مِنَ الضَّربَهْ!
أحمد مطر
عمـــلاء
الملايين على الجوع تنام
وعلى الخوف تنام
وعلى الصمت تنام
والملايين التي تصرف من جيب النيام
تتهاوى فوقهم سيلبنادق
ومشانق
وقرارات اتهام
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق
وبتوفيرالطعام
عرضنا يهتك فوق الطرقات
وحماة العرض أولاد حرام
نهضوا بعدالسبات
يبسطون البسط الحمراء من فيض دمانا
تحت أقدام السلام
أرضنا تصغرعام بعد عام
وحماة الأرض أبناء السلام
عمــــــــــــلاء
لا بهم زلزلةالأرض
ولا في وجههم قطرة ماء
كلما ضاقت الأرض
أفادونا بتوسيعالكلام
حول جدوى القرفصاء
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام
آه لو يجديالكلام
آه لو يجدي الكلام
هذه الأمة ماتت والسلام
هـذه الأمـة ماتـتوالســلام
هـــذه الأمـــة ماتـــت و الســــلام
أحمد مطر
ريتا و البندقية
بين ريتا وعيوني . . بندقيه
والذي يعرف ريتا ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية
وأنا قبلت ريتا
عندما كانت صغيره
وأنا أذكر كيف التصقت بي
وغطت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفور غديره
آه ريتا
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيره
أطلقت نارا عليها . . بندقيه
إسم ريتا كان عيدا في فمي
جسم ريتا كان عرسا في دمي
وأنا ضعت بريتا . . سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس
واحترقنا في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
أه . . ريتا
أي شيء رد عن عينيك عيني
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية
قبل هذي البندقية
كان يا ما كان يا صمت العشيه
قمري هاجر في الصبح بعيدا في العيون العسليه
والمدينة كنست كل المغنين وريتا
بين ريتا وعيوني . . بندقيه
محمود درويش
ستون عاماً ما بكم خجل
إن سار أهلي فالدهرُ يتّبع**يشهدُ أحوالهم ويستمعُ
يأخذ عنهم فن البقاء فقد**زادوا عليه الكثير وابتدعوا
وكلما همّ أن يقول لهم** بأنهم مهزومون ما اقتنعوا
يسيرُ إن ساروا في مظاهرةٍ** في الخلف فيه الفضول والجزعُ
يكتب في دفتر طريقتهم** لعله بالدروس ينتفعُ
لو صادف الجمعُ الجيشَ يقصده** فإنه نحو الجيش يندفعُ
فيرجع الجند خطوتين فقط**ولكن القصد أنهم رجعوا
أرضٌ أُعيدت ولو لثانيةٍ**والقوم عزلٌ والجيش مدّرع
ويصبح الغازُ فوقهم قطعاً**أو السما فوقه هي القطعُ
وتُطلب الريح وهي نادرةٌ**ليست بماءٍ لكنها جرعُ
ثم تراهم من تحتها انتشروا**كزئبقٍ في الدخان يلتمعُ
لكي يضلوا الرصاص بينهمو**تكاد منه السقوف تنخلعُ
حتى تجلّت عنهم وأوجههم**زهر ووجه الزمان منتقعُ
كأن شمساً أعطت لهم عِدَةً**أن يطلع الصبح حيثما طلعوا
تعرف أسمائهم بأعينهم**تنكروا باللثام أو خلعوا
ودار مقلاع الطفل في يده** دورة صوفي مسّه ولعُ
يعلمُ الدهر أن يدور على** من ظن أن القوي يمتنعُ
وكل طفل في كفه حجرٌ**ملخّص فيه السهل واليفعُ
جبالهم في الأيدي مفرقةٌ**وأمرهم في الجبال مجتمعُ
يأتون من كل قريةٍ زُمراً**إلى طريقٍ لله ترتفعُ
تضيق بالناس الطرق إن** كثرواوهذه بالزحام تتسعُ
إذا رأوها أمامهم فرحوا **ولم يبالوا بأنها وجعُ
يبدون للموت أنه عبثٌ **حتى لقد كاد الموت ينخدعُ
يقول للقوم وهو معتذرٌ**مابيدي ماآتي وماأدعُ
يضل مستغفراً كذي ورعٍ**ولم يكن من صفاته الورعُ
لو كان للموت أمره لغدت**على سوانا طيوره تقعُ
أعدائنا خوفهم لهم مددٌ**لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا
فخوفهم دينهم وديدنهم **عليه من قبل يولدوا طُبعوا
قُل للعدا بعد كل معركةٍ**جنودكم بالسلاح ماصنعوا
لقد عرفنا الغزاة قبلكمو**ونُشهد الله فيكم البدعُ
ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
أخزاكم الله في الغزاة فما **رأى الورى مثلكم ولاسمعوا
حين الشعوب انتقت أعاديها **لم نشهد القرعة التي اقترعوا
لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ
لم نلقى من قبلكم وإن كثروا**قوماً غزاةً إذا غزوا هلعوا
ونحن من هاهنا قد اختلفت**قِدْماً علينا الأقوام والشيعُ
سيروا بها وانظروا مساجدها** أعمامها أو أخوالها البِيَعُ
قومي ترى الطير في منازلهم **تسير بالشرعة التي شرعوا
لم تُنبت الأرض القوم بل نبتت**منهم بما شيّدوا ومازرعوا
كأنهم من غيومها انهمروا**كأنهم من كهوفها نبعوا
والدهر لو سار القوم يتبع**يشهد أحوالهم ويستمعُ
يأخد عنهم فن البقاء فقد**زادوا عليه الكثير وابتدعوا
وكلما همّ أن يقول لهم** بأنهم مهزومون مااقتنعوا
تميم البرغوثي
|